نيلوتيك بوست

إثيوبيا: بين حوار الفنادق و خيار البنادق

مع اقتراب موعد تشكيل الحكومة الجديدة، واحتدام الحرب مع التنظيمات المسلحة يتسأل كثيرون حول شمولية الحوار المزمع إطلاقه: و هل هو حوار للإشراك في السلطة أم لحل أزمات البلاد؟

إدارة الأخبار والتقارير
2021-09-27T07:02:28+03:00
تحليلات صحفية
alt=

أعلنت إثيوبيا أنها ستطلق حوارا وطنيا لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب حرب تيغراي ومقاطعة تيارات سياسية عريضة للانتخابا التي جرت في يونيو الماضي.

وأكدت السكرتيرة الإعلامية في مكتب رئيس الوزراء بيلينا سِيوم خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة أن الحكومة ستعلن عن خارطة طريق تحدد الهيكلية العامة للحوار، وأضافت أن الحوار جزء من الاصلاح السياسي الذي أطلقته حكومة آبي أحمد في ٢٠١٨

ولم توضح بيلينا التيارات والتنظيمات السياسية التي ستم دعوتها للحوار، وفيما لو سيشمل ذلك التفاوض مع جبهة تحرير شعب تيغراي وجيش تحرير الأورومو.

وفي وقت سابق وعد آبي أحمد بعد فوز حزبه بالمرحلة الأولى من الانتخابات أن الحكومة التي سيشكلها في سبتمبر المقبل ستضم وزراء من المعارضة التي شاركت في الانتخابات.

ومع اقتراب موعد تشكيل الحكومة الجديدة، واحتدام الحرب مع التظيمات المسلحة يتساءل كثيرون حول الحوار المزمع إطلاقه: هل هو حوار لاشراك الأحزاب التي شاركت في الانتخابات ولم يحالفها الحظ في السلطة، أم حوار وطني شامل لحل أزمات البلاد؟

مواجهات عسكرية و معارضات سياسية

وفي مايو الماضي صنفت الحكومة الإثيوبية “جبهة تحرير تيغراي” و”جيش تحرير أورومو” ( مجموعة شني حسب تسمية الحكومة) منظمتين إرهابيتين.

ويخوض الجيش الإثيوبي حربا مع جبهة تحرير شعب تيغراي منذ نوفمبر الماضي، حيث أطلقت الحكومة حملة عسكرية تحت مسمى ” إنفاذ القانون”، و سيطرت على مدينة مقلي عاصمة تيغراي والمدن الرئيسية.

وفي مايو الماضي استعادت الجبهة سيطرتها على المدن الرئيسة في إقليم تيغراي بعد انسحاب الجيش الفيدرالي ، وإعلان الحكومة وقف اطلاق النار من جانب واحد.

ورفضت جبهة تيغراي القبول بوقف اطلاق النار واطلقت عمليات عسكرية في إقليم عفر وأمهرا المجاورين.

وتتوارد تقارير إعلامية حول عمليات عسكرية لجيش تحرير أوروميا في إقليم واللغا غربي البلاد وفي منطقة بورنا وغوجي في الجنوب.

وفي العاشر من أغسطس الجاري دعت الحكومة للتعبئة العامة لدحر جبهة تيغراي التي تتهمها الحكومة بالسعى لتفتيت البلاد بالتعاون مع قوى إقليمية ودولية.

وبالإضافة إلى المعارضة المسلحة تواجه حكومة آبي أحمد معارضة سياسية من تيارات وأحزاب قومية.

وقاطع حزب مؤتمر الأورومو الفيدراليين الذي ينتمي إليه جوهر محمد، وجبهة تحرير الأورمو، بسسب اعتقال عدد من قياداتهما وإغلاق مكاتبها بما في ذلك المكتب الرئيسي في أديس أبابا، حسب اتهامات الحزبين للحكومة.

ويعتبر الحزبان أهم أحزاب المعارضة الرئيسية في ولاية أوروميا، أكبر ولايات إثيوبيا مساحة وسكانا.

دعوات دولية لحوار وطني شامل

ويشكك مراقبون في جدوى و جدية حوار وطني لايشمل المعارضين السياسيين، ولا يؤدي لإنهاء حرب تيغراي وانهاء النزاعات الأخرى.

و ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنتوني غوتريس إعطاء السلام فرصة في إثيوبيا، ودعا لوقف فوري لإطلاق النار، وخلق أجواء ملائمة لإطلاق حوار وطني شامل بقيادة الإثيوبيين.

كما انضمت روسيا، وللمرة الأولى منذ اندلاع حرب تيغراي، للداعين إلى انهاء الصراع، حيث دعت الخارجية الروسية للهدنة لانهاء إراقة الدماء وتحسين الوضع الانساني.