نيلوتيك بوست

تعرف على أسباب العنف في غرب إثيوبيا

إدارة الأخبار والتقارير
2021-03-19T22:27:13+03:00
مقالات رأي
alt=
خرائط غوغل. محافظة متكل في غرب إثيوبيا

نشر موقع ذي كونفيرزسشن، مقالا للباحث الأكاديمي سغا إيتيفا، تناول فيه أسباب العنف في غرب إثيوبيا، وتحديدا في محافظة متكل التابعة لإقليم بني شنغول-غمز

والكاتب هو مؤلف كتاب: العلاقات بين الإثنيات في التخوم: متكل بين ١٨٩٨-١٩٩١ (٢٠٠٦ ) ، وكتاب حل النزعات عبر التسامح الثقافي: دراسة تحليلة لمؤسسة ميشو في إقليم متكل ، ٢٠٠٢

وفيما يلي ترجمة نيلوتيك بوست للمقال.


بينما العالم منشغل بالتداعيات الإنسانية في شمال إثيوبيا، بسبب الحرب بين الحكومة الفيدرالية وجبهة تحرير شعب تيغراي . وقعت هجمات وحشية متكررة في محافظة متكل في ولاية بني شتغول-غمز غربي إثيوبيا.

من بين أسباب الهجمات مطالبة إقليم أمهرا بملكية محافظة متكل. إقليم أمهرا يرغب في الحصول على حق إدارة متكل للتحكم على المعادن والأراضي الصالحة للزراعة. ويعارض سكان متكل بما فيهم الغمز الأغلبية احتلال الأمهرا.

العالم منشغل بالوضع الإنساني في تيغراي شمال إثيوبيا، والعنف يحصد الآلاف غرب البلاد

كما أن هناك مصالح متنافسة من فاعلين في السودان ومصر حيث يعارض البلدان التعبئة الثانية للسد الذي يقع في محافظة متكل، والعناصر المحلية التي تعارض تكوين حزب الازداهار الحاكم الجديد لإثيوبيا.

وقتل الآلاف ودفنوا في مقابر جماعية، وأخرجوا من بيوتهم عنوة ونهبت ممتلكاتهم وأحرقت.

ونزح أكثر من ١٠٠ ألف ، وهرب ٧٠٠٠ إلى السودان. وكثير من الموجودين حاليا في الاقليم لا يحصلون على الدعم الانساني.

منذ سبتمبر ٢٠٢٠ تصاعدت هجمات المليشيات المسلحة، ومعظمهم من الغمز، وهم السكان الأصليون في متكل، ضد الأورومو والأمهرا والشينشا، وآوي، واستمرت حتى مارس ٢٠٢١

والآن يقول بعض المراقبين أن الانتهاكات المرتكبة في متكل تصل لحد الهوليكوست.

مسألة الأمهرا

محافظة متكل هي إحدى ثلاث محافظات في ولا إقليم بني شنغول غمز. وتحدها ولاية أمهرا وأوروميا والسودان. ويعيش فيها الغمز والأورومو وآوي والأمهرا والشيناشا.

مطالبة الأمهرا بكامل محافظة متكل أوقد هجمات مليشيات الغمز التي ترغب في المحافظة على إدارة الغمز المحلية ضمن ترتيبات النظام الفيدرالي

وحسب الترتيبات الفيدرالية يتحكم الغمز والشيناسا على الإدارة المحلية في ست مديريات. ولا يوجد تمثيل للمجتمعات الأخرى في الأطر المحلية للقيادة.

في ٢٠٠٣ ، وعندما كنت بصدد انجاز الأعمال الميدانية لكتابي، العلاقات بين الإثنيات في التخوم: متكل بين ١٨٩٨-١٩٩١ فإن الناس المنتمون لمجتمعات مختلفة، متفقون في رغبتهم للعيش المشترك وبسلام. وبعد ١٨ سنة فإن التهميش والتحييد الإثني وسوء الإدارة وغياب الآليات العملية للديمغراطية أثر في علاقات الناس.

والآن تقول وزيرة السلام الإثيوبية مفريحات كامل ” المنطقة أصبحت ملتقى لمجموعات المصالح المختلفة”

ومجموعات المصالح هذه تشمل فاعلين من إقليم أمهرا المجاور الذي يدعي ملكية محافظة متكل. وبلغت هذه الدعاوي ذروتها بوصول رئيس الوزراء آبي أحمد للسطة في ٢٠١٨

إقليم أمهرا و نشطاءه يقولون أن متكل ضمت عنوة إلى إقليم بني شنغول-غمز بعد وصول تحالف الجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب إثيوبيا في ١٩٩١

وادعاؤهم لكامل محافظة متكل أوقد هجمات مليشيات الغمز على السكان من غير غمز. المليشيات ترغب في حماية حكم الغمز منذ٣٠ عاما على الإقليم.

وعزز من الهجمات الاستلاء على الأراضي مؤخرا من قبل الأمهرا والمستثمرين غير الأصليين الذين يرغبون في التحكم على قطاع الزراعة والتعدين. كثير من شعب غمز هجروا من مناطقهم وليسوا راضين عن تشغيل المستثمرين لعمال من غير الغمز يدعمونهم في الاستيلاء على مناطق بالموارد ، كالذهب ، وأراضي خصبة قابلة للزراعة.

مصالح إقليمية

كما أن هناك مصالح سودانية ومصرية يجب أخذها في الاعتبار. كلا البلدين يعارضان التعبئة الثانية لسد النهضة دون مفاوضات. والسد في غوبا، إحدى مديريات متكل الستة

غوبا هي أقرب مديرية للسودان. وتجادل كل من مصر والسودان أن السد يؤثر على الجريان الطبيعي لمياه النيل نحو البلدين. في يوليو ٢٠٢٠ إثيوبيا بدءت تعبئة السد الذي اكتمل أكثر من ٧٠٪ منه، وتستعد للتعبئة الثانية في يوليو ٢٠٢١

إثيوبيا تتهم السودان ومصر برعاية هجمات مليشيات الغمز لتعريض سد النهضة للخطر

مطالبة السودان مؤخرا بمتكل ، وخاصة مديرة غوبا كانت صادمة. وينبع الادعاء من الاعتقاد أن زعيم المهديين خليفة عبد الله قام باهداء غوبا للإمراطور منيليك الثاني ( ١٨٨٩-١٩١٣) في ١٨٩٧.

وتم تأكيد الحدود في ١٩٠٢ من قبل اثيوبيا والسودان.

من جانب آخر تعتبر مصر السد تهديدا رئيسيا لأمنها الغذائي. وذلك لأن النيل الأزرق ينبع من إثيوبيا ويمثل ٨٠٪ من مياه النيل.

إثيوبيا تتهم كلا من السودان ومصر برعاية هجمات مليشيات الغمز لتعريض بناء السد وتعبئته للخطر.

عوامل محلية

وأخيرا المسؤولين في الحكومة المحلية في بني شنغول غمز مسولة عن تنظيم قتل عرقي في متكل بهدف الضغط ضد حزب رئيس الوزراء آبي أحمد، الإزدهار، الذي حل محل التحالف الحاكم سابقا، الجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب إثيوبيا.

المسؤلون المحليوت في بني شنغول يشجعون الهجمات للضغط على حزب الازدهار لمنعه من تغيير النظام الفيدرالي الحالي الذي

يعتقد المسؤلون أن حزب الازدهار، الذي ينتمون إليه الآن، يرغب في إلغاء الترتيبات الفيدرالية الحالية التي تضمن الحكم الذاتي للمجموعات الاثنية في البلاد. يتمتع الغمز بحقوق الإدارة في محافظة متكل، لكن إذا قام حزب الازدهار بتعديل إطار العمل الفيدرالي سيؤثر ذلك بقوة على مصالح غالبية الغمز.

وهم يشجعون الهجمات على السكان من غير الغمز، لاعتقادهم أنهم سيكونون أصحاب اليد العليا في إدارة محافظة متكل فيما لو تم تعديل الترتيبات الفيدرالية الحالية.

في النهاية العنف في غرب إثيوبيا تقاطع بين مصالح محلية و اقليمية و وطنية ، وربما الأجنبية.

الطريق إلى الأمام

وضعت محافظة متكل تحت إدارة مباشرة لغرفة عمليات مسؤلة أمام رئيس الوزراء. ولكن الهجمات والتوترات بقيت عالية. ربما يكون للعنف نغمات إثنية، لكنه في الأساس صراع سياسي.

الصراع في متكل سياسي في ثوب إثني

مطالبات الأمهرا يجب معالجتها من خلال الأدوات الدستورية، وليس بالقوة. ويجب حماية جميع المجموعات الإثنية في محافظة متكل، ومعالجة قضاياها قانونيا.

الخلاف الديبلوماسي مع السودان ومصر يجب حله عبر الحوار، ومفاوضات السد يجب أن تتقدم وديا.