يعتبر حادث التفجير الذي وقع في عاصمة الصومال بمقديشو، بالقرب من وزارة التربية والتعليم العالي في ٣٠ أكتوبر، وتبنته حركة الشباب الصومالية، حادثا مفصليا له ما بعده.
ويعتبر هذا الحادث إحدى أكبر وأعنف التفجيرات التي شهدتها مقديشو، حيث بلغ عدد ضحاياه ١٢٠ قتيلا ونحو ٣٠٠ جريحا، ووجد تنديدا عالمياً واسعا.
وسبقته مجموعة حوادث متفاوتة، وكلها ساهمت في خلق تصور عام بضرورة مواجهة هذا التحدي قبل استفحاله.
وبهذا أصبحت الحركة خطرا حقيقيا على الصومال ومن أهم التحديات التي يجب أن تواجهها حكومة الرئيس حسن شيخ محمود.
حركة الشباب وجوار الصومال
كما ورأينا تجاوز الحركة حتى للجوار الكيني والإثيوبي، وشنها هجوما واسعا، حيث توغلت لعمق ١٥٠ كم داخل إثيوبيا قبل أن يتم دحرها، و خسارتها لعدد من القيادات المهمة. و بعدها انكفأت الحركة للداخل الصومالي، ولا يعني انتهاء الخطورة بالنسبة لإثيوبيا.
وتعلن السلطات الإثيوبية، بين فترة وأخرى، القبض على خلية تابعة للحركة، حيث تم القبض في إبريل و يونيو الماضيين على ٣٤ و ٦ عنصر على التوالي . وفي ٢٠٢١ رأينا إعلان عناصر إثيوبية انضمامها للحركة في مقطع فيديو وسط حفاوة بالغة في مسعي الاستقطاب، على خلفية استهداف مساجد بإقليم أمهرا.
وقامت حركة الشباب بالعديد من العمليات ضد كينيا خلال السنتين الماضيين، ونذكر هنا الرهينة الإيطالية سيلفيا رومانو، والهجوم على قاعدة عسكرية في يناير ٢٠٢٠ ، نتج عنه قتلي وتدمير طائرات ومروحيات ومركبات أمريكية وكينية، وعلى فندق بنيروبي قبل ذلك بعام، نتج عنه قتلي وجرحي، و استهداف حافلة سياح، والحوادث كثيرة.
رغم ذلك يلاحظ خلال السنتين الماضيتين تراجع نشاط الحركة ضد كينيا، مما يثير العديد من : هل نجح الحراك الأمني ضد الحركة في محاصرتها وشل حركتها؟ أم حدث نوع من احتوائها بشكل أو آخر، بما يقتضي الابتعاد عن كينيا؟ وهل لخلافات كينيا والصومال علاقة بتحركات الشباب في كينيا؟
رغم الأوجاع … الصومال أكثر تصميما على مواجهة فكر القتل
ويرى الكاتب الصومالي الأستاذ حسن قني أن القيادة الصومالية أمام فرصة حقيقية لتحرير البلاد الحركة التي عاثت في الصومال فسادا ويقول ” فبعد أن كانوا المسيطرين على المشهد باتوا اليوم يعيشون «كابوس الهزيمة». كان الخوف من بطشهم وتنكيلهم أقوى ما في جعبتهم وحاليا تلاشى وتجرأت القبائل على محاربتهم ودحرهم.
وفي إطار التصدي لفكر القتل نظمت وزارة الشئون الدينية الاتحادية بمشاركة الجهات الاتحادية والولايات مؤتمرا ناقش سبل التصدي لحركة الشباب. وأصدر العلماء بيانا يحرم تمويل ودعم الحركة ماليا. وهذه تعتبر خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح إذا استكملت باهتمام وعناية.
كما أصدرت الوزارة بيانا حظرت التعامل مع الجماعة، وأطلقت عليها رسميا اسم “الخوارج” ومنعت الاشارة إليها أو تسميتها بغير ذلك، وبدأت حملة واسعة ومنظمة للتوعية بالخطورة التي يمثلها هذا الفكر على السلم والأمن الاجتماعي والأهلي.
وبالتزامن مع الحملة العسكرية بدأ الرأي العام يرفض الجماعة ويتعاون مع السلطات في محاربتها والقضاء عليها، وربما يتم فتح باب الحوار ومعهم وتوجيه كوادر الحركة نحو التمرد عليها، مما يختصر الجهد والوقت.
دور دول الجوار وشعوب القرن الإفريقي
أمام هذا التحدي الذي قبلت به الدولة والشعب الصومالي لاستئصال حركة الشباب، وبالنظر للخطر الذي تمثله الحركة إقليميا، فهل تقوم كل من كينيا وإثيوبيا، وشعوب القرن الإفريقي بدعم الصومال حكومة وشعبا في مواجهة هذا التحدي المشترك، أم تكون الحسابات السياسية بالمنطقة غالبة، مما يساعد في إطالة عمر الحركة، و ازدياد الخطر الذي تمثله نوعا وكما.
وفي هذا الصدد تقول الناشطة الصومالية هبة شوكري: صمت إعلامي عربي كبير من كل القنوات لمعارك التحرير الكبرى الدائره ضد الإرهاب، مدن لم ترى علم الصومالي يرفرف من 20 سنة ، والمثير للأعجاب هو تعاضد المجتمع الصومالي المدني، وختمت قائلة: (سنغسل عارنا لوحدنا).