ماحدث على خلفية هدم وإزالة العشوائيات بما في ذلك بعض المساجد، وما تلى ذلك من أحداث الجمعة الماضية، وما أعقبه من حملة إعلامية شعواء على عموم البلد لهو أمر مؤلم ومحزن.
ففي الأحداث الكبيرة تظهر معادن الرجال، فالرجولة ليست بالدخول في المناكفة فقط، وأنما تكون ايضا بالمناورة واقتراح حلول للمواقف الصعبة، فقد تكالب كثيرون على البلاد، وركب الموجة كل من أراد الاصطياد في المياه العكرة.
فمثلا رأينا أناس يحملون الصلبان ويتصدرون المتظاهرين ويرفعون الصوت بالتكبير والتعبير بشتم الحكومة لإظهار أن الشعب بكامله ضد الحكومة، ولدق إسفين بين المسلمين والحكومة التي يرون أنها حققت مكاسب للمسلمين.
ورأيتم تلك الفتاة التي تتحدث باللهجة اللبنانية المكسرة وتلبس الأخضر، وكانت في السابق من المدافعات عن الأحباش، وفتاة أخرى انبرت بإطلاق أناشيد جهادية من ثمانينات القرن الماضي.
وهيأ ذلك للمصريين وغيرهم، ركوب الموجة وتحريك جيوشهم الاليكترونية لمصلحتهم السياسية، فخربوا سمعة البلاد، واستفادوا من أصوات بعضنا الذين انضموا إلى هذه الحملة جهلا وسذاجة، أولأهداف سياسية ضيقة.
كل ذلك أدى إلى إخافة المستثمرين و المحسنين من البلدان العربية الذي بنوا مئات المساجد عندنا خلال ٣٠ سنة الماضية، ظنا منهم أن جميع المساجد ستهدم.
والرأي العام الخارجي يأخذ بظواهر الأمور وبما تنشره الحملات الإعلامية المغرضة، ولا يعرفون أن المساجد التي هدمت هي مساجد غير مرخصة وهدمت ضمن حملة إزالة المباني العشوائية.
وحتى في الدول العربية والإسلامية لن يستطيع أحد بناء مسجد غير مرخص. وأنا هنا لا أبررهدمها، ولا أسعىى لتبرير هدمها، حاشا وكلا، وما كان ينبغي أن يحدث ذلك التصرف.
ورغم ذلك، وحتى هذه اللحظة تمنح الحكومة تراخيص بناء للمساجد في أماكن شتى من البلاد.
وهنا أود الاشارة إلى أن هدم المساجد غير المرخصة أسوة بالمباني الأخرى قد يكون من باب تخفيف الضغط السياسي المحلي و الغربي على الحكومة المتهمة بممالأة المسلمين، واضطهاد الآخرين، مثل ما كان يتهم الجميع ويهاجم رئيس الوزراء بممالأة التيارات اليمينية وتيارات الدولة العميقة سابقا.
والآن أصبح جميعهم يعادي الحكومة، ويريد استخدام ورقة المساجد لأهداف سياسية.
فلكل هذا نقول: على المجلس الأعلى الإسلامي استعادة زمام المبادرة وقيادة الأمة مهما كانت الظروف؟ ويمكن أن يكون ذلك حسب ما يلي:
١/التأكيد على قيادة المجلس للأمة، بتحييد التصرفات الفردية وتحركات المجموعات الأخرى، واعتبار ذلك خروما على المجلس وعلى وعلى الأمة.
والشيخ حجي كيس فطن، يدرك المصالح ولا يتوقع منه أن يخفي رأسه كالنعامة في الرمال وتحركه حتى الآن هي عين الصواب، جزاه الله خيرا.
٢/ تبني خطاب هادئا لكيلا تنفجر الأوضاع و تخرج عن السيطرة ونخسر الأرواح مما يخل بالمصلحة الوطنية والاستقرار.
٣/فضح الحملات الإعلانية المغرضة و الأطراف التي تكالبت علينا وركبت الموجة من الإعلام اليميني والدولة العميقة والمتحالفين معهم من المسلمين لأغراض سياسية.
أنا أعبر هنا عن رأيي، دون أي التزام سياسي، لأني ل ستحزبيا، وما دفعني للكتابة هو حرصي على عدم غرق السفينة، وبإمكاننا إعادة بناء مساجدنا بشكل أفضل وأحسن وأروع مما كان، ولكن إذا ضاعت الأوطان فعلى الدنيا السلام.