نيلوتيك بوست

قمة العلمين.. هل بات سد النهضة الغائب الحاضر في قمم الشرق الأوسط

alt=

تفاجأ المراقبون للشرق الأوسط بقمة العلمين الخماسية من حيث التوقيت والمكان باعتباره يذكر بمعركة العلمين الشهيرة. كما لفت نظر المراقبين والمشاركين عدم تواجد المملكة العربية السعودية بوزنها ومكانتها.
وبالرغم من إعلان أنها قمة اقتصادية صرفة، إلا أن هناك العديد من التساؤلات، تطرح نفسها بقوة، وتلح للإجابة عليها.

وتأتي قمة العلمين بعد نحو شهر من قمة جدة التي جمعت دول الخليج العربي والأردن ومصر والعراق مع بايدن، وبعد قمة طهران التي اجتمع فيها رؤساءروسيا وتركيا وإيران.

وجمعت القمة رؤساء مصر والعراق والإمارات والأردن والبحرين، وتأتي قبل أيام من زيارة الرئيس الصيني للسعودية، وهي زيارة وجدت زخما وصدي قبل أن تعقد.

دوافع القمة وأهدافها

سبق هذه القمة تحرك نشط طيلة الثلاث سنوات الماضية، تمثلت في قمم ثنائية وثلاثية ورباعية في أبو ظبي والقاهرة وبغداد وعمان.

وبرزت عدة أفكار ومشاريع مقترحة تبلورت في مشروع (الشام الجديد). و خلاصته مد أنابيب البترول العراقي عبر الأردن إلى سيناء، وتصديره خاما أو مكرر إلى أوروبا، على أن يباع لمصر بسعر تفضيلي، بأقل من ٣٠٪ من السعر العالمي.
ومن ضمن محتويات المشروع نقل الطاقة الكهربائية المصرية إلى العراق بسعر منافس عبر الأردن، لسد العجزالكهربائي الكبير في العراق.

ويستفيد الأردن من نقل البترول والكهرباء عبر أراضيه بالحصول على رسوم العبور، وهذا هو المشروع العملي المعلن كنتيجة لحراك دبلوماسي منذ ٢٠١٩ حتى ٢٠٢٢.
ويذكر هنا اللقاء الذي عقد في العقبة، وضم وزراء خارجية مصر وأمريكا وإسرائيل والأردن والإمارات والبحرين والمغرب في مارس الماضي، وهو الاجتماع الذي ثارت حول أهدافه العديد من التساؤلات.

تناولت القمة التي تحولت إلى لقاء أخوي، أكثر من قمة رؤساء، مجموعة من القضايا. ومثل توحيد الجهود والمواقف تجاه القضايا الدولية والإقليمية، خاصة قضية فلسطين وليبيا، ومناقشة الأمن الإقليمي بعد الحرب الروسية الأوكرانية، ودعم السلام في اليمن، وتداعيات التعبئة الثالثة لسد النهضة الإثيوبي، وتوسيع نطاق آلية التعاون الثلاثي العراقي المصري الأردني محورا بارزا من مناقشات المجتمعين.

مصر تدرج سد النهضة

وتسعي كل دولة في الإستفادة من القمة بطريقتها وبما يخدم أهدافها ومصالحها، وقد تتوافق بعض تلك المصالح ولو في حدها الأدنى، وبما لا يؤثر على مصالح الآخرين، الأمر الذي يجعلها تتعاون ولو بشكل مرحلي.

فمصر تعاني ظروفا اقتصادية واجتماعية وسياسية تستدعي معالجات مرحلية أو جزئية، ويعبر العراق مرحلة سياسية حرجة، ويعاني الأردن من عوامل داخلية وإقليمية ومن وضع اقتصادي خانق.

أدرجت مصر ملف سد النهضة الإثيوبي ضمن محاور القمة، وهو المشروع الذي تم استغلاله من قبل كل من النظام والمعارضة المصرية على حد سواء للاصطفاف السياسي، وأخذ حيزا كبيرا. وكما هو الحال فإن أطراف المجتمعة لا تمتلك ال أفكارا عملية وجادة حياله.

ويمكن الاستثناء من ذلك دولة الإمارات التي تنسجم رؤيتها مع إمكاناتها والدور الذي رسمته لنفسها، وتسعى للعب دور وساطة في ملف سد النهضة حيث تقيم علاقات محسوبة مع إثيوبيا ومصر في خدمة مشاريعها رؤيتها الإقليمية.

تغيب السعودية عن القمة

اعتبر البعض غياب السعودية عن هذه القمة ديلا على غموض أهداف القمة، فالسعودية بحجمها ووزنها ومكانتها ودورها الإقليمي والدولي، وصلتها الوثيقة بالعديد من المحاور المعلنة مثل القضية الفلسطينية واليمن والطاقة والملفات الأمنية الإقليمية لا يمكن أن تناقش أو تتخذ فيها مواقف معتبرة في غيابها.
وكما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط فإن الملف النووي الإيراني وملف سد النهضة الإثيوبي من أهم ملفات القمة، ولكن هل يمكن أن يناقش ملف كالنووي الإيراني من دول الإقليم في غياب السعودية إلا إذا كان هناك تفاهم كما يقول البعض، أو كانت هناك رغبة واتفاق على تجاوزها كما يريد البعض، وهو مستبعد برأي.

كلمات دليلية
Exit mobile version