نيلوتيك بوست

نادي قُراء العربية في أديس أبابا… مبادرة المهاجرين إلى لوطن

alt=
ندى عبد الله شمسي

تعد أندية القراءة في أي مجتمع مرفأ لمحبي القراءة، فالقراءة بحد ذاتها إثراء لفكر الفرد. والأندية بيئة جيدة ومتنفس لطرح وجهات النظر وللمناقشات الفكرية وتبادل الآراء حول الكتب.

في بادرة جميلة أنشأت الأستاذة هدى تاج الدين صالح، وهي ناشطة اجتماعية، وأحد المغتربين العائدين للوطن، نادي لقراءة الكتب العربية في أديس أبابا للغة العربية.

لمعت الفكرة في بال الصديقة هدى حين كانت تقضي وقت فراغها في بوتيكها تطالع الكتب، ففكرت في أن تشرك بعض الصديقات المهتمات وتشجع غير المهتمات بالحضور فقط والاستماع لعل ذلك يحفز لديهم الرغبة في القراءة والمطالعة.

المجتمع القارئ هو مجتمع متحضر، وصناعة مجتمعات متحضرة يتطلب مبادرات فردية بالإمكانات المتوفرة، فلو انتظر الجميع مبادرة جاهزة، أو تعذر بنقص الدعم والتشجيع، لما تحققت الأحلام والطموحات

ندى عبدالله شمسي

كانت المجموعة في بداية الأمر صغيرة جدا، وشيئا فشيئا ازداد العدد حتى أصبحت اللقاءات في مقهى واسع يكفي لعدد أكبر من أعضاء النادي الذي أطلقت عليه اسم بوتيك بوك كلب، إشارة إلى أن اللقاءات في بادئ الأمر كانت في البوتيك الذي تعمل به.

القراءات في النادي متنوعة، بين الأدب والتاريخ والفلسفة والإدارة، والتركيز على جودة الكتب المقروءة، لأن العبرة ليست بكثرة القراءة، بل في جودة الكتاب، وفي القراءة المجدية.

في كل أسبوع، تقريبا، يُطرح كتاب للنقاش بعد قراءته، حيث تتاح الفرصة للجميع في طرح أفكارهم حول موضوعات الكتاب بعد الاستماع لنبذة عن الكاتب وفكرة الكتاب.

الكتاب أفضل مصدر للتثقيف، وإغناء ثروة المعلوماتية لدى الإنسان، ومازالت القراءة الجادة والمنظمة والعميقة أفضل مورد لبناء ثقافة شخصية واعية ومتخصصة وراقية.”

عبد الكريم بكار

الانطباعات كانت إيجابية، فالنادي يوفر فرصة للاستمتاع المفيد والترويح عن النفس ومقابلة المهتمين بالفكر، وربما تكوين صداقات أفضل في مثل هذه الأماكن.
أيضا من فوائد أندية القراءة، تحسين مهارات التواصل والاستماع وتعلم مهارة الكتابة، وهي دافع لقراءة المزيد من الكتب.

وتطمح الصديقة هدى لتطوير الفكرة بحيث يصبح الملتقى نادي ثقافي مفتوح للحضور دون عضوية، وبذلك تسهم في نشر ثقافة القراءة بالعربية في إثيوبيا، على نطاق أوسع.

تزداد أهمية مثل هذه المبادرات مع تزايد عدد المتحدثين باللغة العربية وزيادة عدد أفراد الجاليات العربية في أديس أبابا.

يقول محمد عدنان سالم: “وحين تعزف أمة عن القراءة تكسد فيها سوق الأفكار بموجب قانون العرض والطلب، وينحسر الإبداع، وتضمر الثقافة”.

فالمجتمع القارئ هو مجتمع متحضر، وصناعة مجتمعات متحضرة يتطلب مبادرات فردية بالإمكانات المتوفرة، فلو انتظر الجميع مبادرة جاهزة أو تعذر بنقص الدعم والتشجيع لما تحققت الأحلام والطموحات.

كلمات دليلية
Exit mobile version