نيلوتيك بوست

هل تخرج تونس عن حيادها في قضية الصحراء الغربية

الدولة بيروكي
2022-10-14T00:11:25+03:00
مقالات رأي
alt=

ماكانت تونس السبعينيات بعيدة عن مايسمى بقضية الصحراء الغربية. وبالرغم من تأسيس إتحاد المغرب العربي عام 1989 والإتفاق على تحييد هذه القضية وتركها في جعبة الأمم المتحدة التي كانت تريد أن تنظم استفتاءا، لكن سرعان مافشل الإتحاد وتعطل، قبل أن يولد بفعل هذه القضية التي بقيت إلى اليوم وليدة أي توتر رئيسي في القارة الإفريقية.

لقد حافظت الديبلوماسية التونسية على حيادها الإيجابي بالرغم من عدة هفوات ومشاكل كانت في مواجهة جيرانها الجزائر والمغرب. ففي 2016 حينما ألغى رئيس وزراء تونس الأسبق الحبيب الصيد الزيارة التي كانت مقررة إلى المغرب لحضور مؤتمر الداخلية والذي يعتبر ضمنيا إعتراف تونس بحكم المغرب على الأراضي الصحراوية.

ثم بعد أسابيع تداول الإعلام التونسي على لسان رئيس وزرائها الحبيب الصيد كلمة الصحراء الغربية والتي اعتبرت آنذاك تشكيكا في سيادة المغرب على تلك الأراضي، وهو ما صححه النظام التونسي آنذاك.

تاريخ الحياد التونسي فس قضية الصحراء

ظلت تونس تحافظ على حياده في قضية الصحراء ثم جاء المرزوقي وعمل على جر تونس إلى تحالفات تربط المغرب العربي بالشرق الأوسط وانحيازه للمحور التركي الخليجي في توطيد علاقاته بقضايا المنطقة، عمل على إغلاق السفارة السورية في 2012 متجاوزا بذلك سياسات الجزائر والمغرب ، إلى أن نادي بانعقاد المؤتمر المغاربي سنة 2013 والذي كان يحاول فيه إلى إعادة تأسيس وتفعيل المغرب العربي.

يقول وزير الداخلية الأسبق الطاهر بلخوجة في كتابه العقود الثلاث لبورقيبة، متحدثا عن مساعي تونس لوقف التصعيد في الاشتباكات سنة 1976 حين أعلنت تونس وقوفها على الحياد في قضية الصحراء، وهددت ياتخاذ إجراءات إدانة واستنكار في حال قام المغرب بأي عمل يعكر محاولة السلام التي كانت تبدل آنذاك.

يقول الطاهر: “لقد ذكرتكم دوما بنصائح المرحوم محمد الخامس للحفاظ على إستراتيجية سياسية متشابهة بين الرجلين.. ثم أنهيت كلامي بالإشارة إلى أن الجزائريين ماضون هم أيضا في القتال… ران صمت ثقيل وتوقفت الجلسة وطلب مني الحسن الثاني أن أمدد فترة إقامتي، كان يريد استقبالي مرة ثانية”.

وأضاف الطاهر “استقبلني العاهل من جديد في قصر فاس في طابق آخر في مكتب جديد مرتديا لباس القائد العسكري وقال لي :لقد اجتمعت مع هيئة أركاني وهذا الغلاف يضم تعليماتي للمضي قدما، كان علينا هذا المساء استرجاع بير لحلو لكنني أوقفت كل شيء مؤقتا قل هذا الكلام لبورقيبة وآمل ان يحصل على المقابل من الجزائر وألا يتم إحباطه…”.

عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي

في يناير 2017 تم قبول المغرب في الإتحاد الأفريقي مرة أخرى من خلال حكم تبنته القارة السمراء من أجل عودة المغرب إلى أحضان قارته.

حاول المغرب من خلالها التأثير في قضية الصحراء بعد فشل المفاوضات المدعومة من الأمم المتحدة، وتجييش الإتحاد الإفريقي في البحث على إيقاع المشاحنات السياسية والدبلوماسية حول  جبهة البوليساريو، والتأكيد من خلال دعمها الطرف الجزائري والذي مالبث على إنقاذ مكانة الجبهة الصحراوية من خلال مسيرتها في الاتحاد الإفريقي.

بيد أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي يعزز من تواجده على الساحة الإفريقية استراتيجيا واقتصاديا ويمكنه من جلب تأييد للحكم الذاتي في أعين الأفارقة.

تمسك تونس بالحياد

عملت تونس مع البلدان والشعوب الإفريقية على دعم مسارها الحيادي إلى جانب الوقوف بجانب القضايا العادلة، وعمدت لعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية والالتزام بالحياد في نهجها الذي وضعته كميثاق شرف في الاتحاد الأفريقي.

ولم يكن استقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالى سقطة ديبلوماسية أوقلة وعي من الرئيس قيس السعيد، ولا زعزعة مايسمى بـ التحييد عن قضية الصحراء.

ولعلنا نرجع إلى الرئيس التونسي الأسبق الذي كان ينادي بالمغرب العربي الكبير وهو يدعم الحكم الذاتي للصحراء.

وبين قيس والمرزوقي تقف قضية الصحراء وحياد تونس على حدا، فهل ستحافظ تونس على حيادها في جميع نزاعات القارة الإفريقية؟.