نيلوتيك بوست

إثيوبيا: قرابة ٤٠ مليون ناخب يتجهون نحو صناديق الاقتراع… تعرف على أكثر انتخابات إثيوبيا درامية

وانحسار المنافسة بين حزب الازدهار الحاكم والتيارات الوحدوية والليبرالية، ومقاطعة التيارات والأحزاب القومية، وتأجيل التصويت في خمس الدوائر الانتخابية لظروف أمنية ولوجيستية

alt=
آبي أحمد خلال المهرجان الانتخابي في مدينة جما

دخلت إثيوبيا منذ الأربعاء ١١ يونيو مرحلة الصمت الانتخابي استعدادا للاقتراع في يوم الاثنين ٢١ يوليو في الانتخابات العامة سادسة.

وقال آبي أحمد أمام الجماهير المكتظة في في استاد مدينة جما، عند اختتام الحملة الانتخابية لحزب الإزدهار الذي بترأسه ” سنثبت للعالم الذي يصفنا بالاقتتال فيمابيننا بأننا لسنا كذلك”

وبحسب بيانات المجلس الوطني للإنتخابات في إثيوبيا يقوم أكثر من ١٥٠ ألف موظف بالإشراف على عملية التصويت التي تتم في أكثر من ٥٠ ألف مركز إقتراع، و نحو ٢٥٠ ألف موظف لفرز الأصوات.

حسب تصريحات المجلس يشارك في الانتخابات التي قاطعتها أحزاب وتيارات المعارضة القومية، أكثر من ٤٠ حزبا، قدمو ٩٠٠٠ مرشحا، يتنافسون على ٥٤٧ مقعد في مجلس نواب الشعب (البرلمان)، إضافة للمجالس الإقليمية، ومجلسي إدارة العاصمة أديس أبابا و مدينة درداوا شرقي البلاد.

ويعتبر حزب الإزداها الحاكم أكبر تنظيم سياسي، حيث يشارك بمرشحين في كل الدوائر. وتتوزع باقي الأحزاب بين التيار الوحدوية بقيادة حزب حزب المواطنين الإثيوبيين للعدالة الاجتماعية الليبرالي، وحزب الأم اليميني إضافة لحزب الحرية والعدالة ذو التوجهات الإسلامية، ومجموعات من الأحزاب المحلية الصغيرة.

وتأتي هذه الانتخابات بعد تأجيلها عدة مرات، حيث كان من المقرر إجراؤها في أغسطس ٢٠٢٠، وتم تأجيلها عاما بسبب وباء كورونا.

وبعد انتهاء فترة التمديد للحكومة تم تحديد ٥ يونيو الجاري ، ثم تم التأجيل إلى ٢١ يونيو لظروف لوجيستية وتنظيمية حسب تبريرات المجلس.

تأجيل التصويت في عدد من الدوائر

وتقرر تأجيل التصويت في إقليم تيغراي شمالي البلاد بسبب الصراع الدائر مع جبهة تحرير شعب تيغراي، التي ظلت تقود المشهد السياسي منذ ١٩٩١ وحتى وصول آبي أحمد للسلطة في ٢٠١٨ اثر احتجاجات شعبية.

برتكان ميداكسا – رئيسة المجلس الوطني للإنتخابات في إثيوبيا، ومعارضة سابقة

و رفضت الجبهة تأجيل الانتخابات والتمديد لحكومة آبي أحمد، وعقدت انتخابات خاصة بإقليم تيغراي، ثم دخلت في حرب مع الحكومة المركزية التي تمكنت من استعادة المباردة ووضع الإقليم تحت إدارة مؤقتة بإشراف مباشر من رئيس الوزراء.

كما صُنفت الجبهة منظمة إرهابية، وتم اعتقال بعض قياداتها، بينما لجأ آخرون للهروب، ويشن حرب عصابات ضد الجيش الإثيوبي في الإقليم.

وحسب ما ذكره المجلس الوطني للانتخابات سيتم تحديد موعد الانتخابات في الإقليم لا حقا، بعد تمكن الحكومة الإقليمية من فتح مكاتب الانتخابات.

كما تم تأجيل التصويت في محافظات غرب ولغا بإقليم أوروميا بسب المواجهات بين الجيش و جماعة “شني”، الجناح العسكري المنشق عن جبهة تحرير الأورومو، وكذلك في إقليم الصومال وهرر لصعوبات لوجيسبية.

وفي المجمل تم تأجيل التصويت في ٧٨ دائرة انتخابية من أصل ٥٤٧ دائرة انتخابية.

مقاطعة الأحزاب والتيارات القومية

وقررت أحزاب المعارضة الرئيسية في ولاية أوروميا، أكبر ولايات إثيوبيا مساحة وسكانا، والتي ينتمي إليها ٤١ ٪ من الناخبين المسجلين، مقاطعة الانتخابات، مما يخلي الساحة من أي منافس لحزب الإزدهار الحاكم.

فقد اعلنت جبهة تحرير الأورمو في مارس الماضي انسحابها من المنافسة بسسب اعتقال عدد من قياداتها وإغلاق مكاتبها بما في ذلك المكتب الرئيسي في أديس أبابا، ووضع رئيسها تحت الإقامة الجبرية.

والجبهة هي إحدى أقدم الأحزاب القومية في إثيوبيا، وتتمتع بدعم جماهري كبير على مستوى أوروميا، وكانت في المنفي وعادت على خلفية الانفتاح النسبي بعد وصول آبي أحمد للسلطة في ٢٠١٨.

د. ميرارا غودينا رئيس حزب مؤتمر الأورومو الفيدراليين ، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة أديس أبابا

كما أعلن حزب مؤتمر الأورومو الفيدراليين الذي ينتمي إليه جوهر محمد، الذي قاد الاحتجاجات الشعبية التي أدت إلى وصول آبي أحمد للسلطة. عدم تمكنه من المشاركة لذات الأسباب التي سردتها جبهة تحرير الأورومو. ويعتبر المؤتمر أكبر تنظيم سياسي أورومي حيث ظل يناضل من الداخل خلال العقود الماضية، ولم يتبن فكرة المواجهة العسكرية.

واتهم رئيس الحزب ميرارا غودينا في مقابلة مع راديو وتلفزيون “أحدو” الحكومة بإغلاق ٢٠٣ مكتب من أصل ٢٢٣ مكتب للحزب في إقليم أوروميا.

انحسار المنافسة بين حزب الازدهار والتيارات الوحدوية والليبرالية في التجمعات المدنية

ويعتبر حزب المواطنين الإثيوبيين للعدالة الاجتماعية بقيادة، بيرهانو نغا إبرز المنافسين في العاصمة أديس أبابا والمدن الرئيسية لحزب الإزدهار الحاكم.

ويبلغ بيرهانو من العمر ٦٢ وهو سياسي وأكاديمي ، وشارك في انتخابات ٢٠٠٥ ضمن تحالف تنسيقية العدالة والديمقراطية، الذي ضم كل أحزاب وقيادات التيارات الوحدوية والوطنية، من بينها رئيسة المجلس الوطني للإنتخابات الحالية برتكان ميداكسا.

د. بيرهانو نيغا – رئيس حزب المواطنين الإثيوبيين للعدالة الاجتماعية

فاز التحالف بمقاعد العاصمة، وعدد من المدن الكبيرة، وكان بيرهانو هو مرشح المعرضة لتولي منصب عمدة العاصمة أديس أبابا، إلا أن التحالف رفض الاعتراف بنتائج الانتخابات، ودخل في صراع مع الحكومة التي تسيطر عليها جبهة تحرير شعب تيغراي آن ذاك.

وإثر أحداث الشغب والعنف التي تلت الانتخابات قامت الحكومة باعتقال بيرهانو نغا ومعظم قيادات تحالف تنسيقية العدالة والديمقراطية، وصدرت ضدهم أحكام بالمؤبد، ثم تم العفو عنهم بعد عامين.

لجأ بيرهانو للمنفى وأنشأ تنظيم غيمبوت سبات ” ٧ مايو” العسكري، الذي ظل يشن هجمات على الجيش الإثيوبي من ارتريا.

وفي ما يو ٢٠١٨، وعلى وقع الإصلاحات التي تبناها آبي أحمد أعلن التنظيم حل نفسه والعودة إلى البلاد وتبني النضال السلمي.

المصدرنيلوتيك + وكالات
Exit mobile version