في سابقة تاريخية في القرن الإفريقي وقع اليوم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ورئيس أرض الصومال موسى بيحي مذكرة تفاهم للشراكة والتعاون بين البلدين.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي في كلمته خلال حفل التوقيع “تمثل هذه المذكرة الإطار العام لتحقيق السلام والتنمية المشتركة مع إخوتنا في أرض الصومال وستتبعها مناقشات واتفاقيات تفصيلية ”
وأضاف ” لقد أكدنا اليوم وفي أول يوم من السنة الجديدة استعدادنا للتنمية المشتركة ولتبادل المصالح وعدم وجود أي رغبة لدينا في فرض رغبتنا بالقوة”
وجاء في بيان صدر من مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي فور توقيع الاتفاقية أن مذكرة التفاهم ستمهد الطريق لتحقيق طموحات إثيوبيا لضمان الوصول للبحر وتنويع الموانئ البحرية.
وجرت مراسيم التوقيع بحضور وزراء وقيادات سياسية وأمنية وعسكرية في إثيوبيا وأعضاء وفد أرض الصومال المرافق للرئيس موسى بيجي.
وتعتبر مذكرة التفاهم الإطار العام لتنظيم علاقات التعاون الشامل بين البلدين في مجالات التعليم والتنمية والأمن.
وقال رضوان حسين، مستشار الأمن القومي في رآسة الوزاء الإثيوبية، إن مذكرة التفاهم تشمل أيضًا “تأسيس قاعدة عسكرية على البحر الأحمر”.
البحر مقابل الإعتراف
من جانبه أوضح رئيس أرض الصومال موسى بيحي أن إثيوبيا ستعترف باستقلال بلاده مقابل الحصول على منفذ على البحر الأحمر.
وقال” ستكون إثيوبيا أول دولة إفريقية تعترف رسميا بجمهورية أرض الصومال” مضيفا أن بلاده ستؤجر لإثيوبيا 20 كلم من البحر بالإضافة إلى استخدام ميناء بربرةة”.
وذكر بيان صادر من وزارة خارجية أرض الصومال تأجير ٢٠ كلم على البحر لإثيوبيا ل ٥٠ عاما لاستخدامها كقاعدة عسكرية للبحرية الإثيوبية.
وتسعى أرض الصومال التي أعلنت انفصالها عن الصومال في 1991 من طرف واحدالحصول على اعتراف دولي، وهو ما تعارضه مقديشو بشدة.
وتتمتع أرض الصومال بموقع متميز وسواحل استراتيجية على باب المندب وجليج عدن، وازدات أهميتها مع التوتر المتصاعد في البحر الأحمر.
ورغم عدم حصولها على اعتراف رسمي تتمتع أرض الصومال بعلاقات متميزة مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وإثيوبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ومنذ اعلان الانفصال قبل ثلاثة عقود تمتعت ارض الصومال باستقرار أمني وسياسي بخلاف الصومال الأم الذي عانى من موجات من الحروب الأهلية والصراع مع حركة الشباب الإرهابية.
بربرة … إحدى خيارات إثيوبيا
وفي أغسطس من العام الماضي، سافر وفد إثيوبي بقيادة وزير النقل والخدمات اللوجستية أليمو سيمي إلى هرجيسا، عاصمة أرض الصومال، للنظر في المزيد من خيارات الموانئ لإثيوبيا.
وأجرى الوفد الإثيوبي مناقشات مستفيضة مع مسؤولين في أرض الصومال حول جعل ميناء بربرة خيارًا إضافيًا لأنشطة الاستيراد والتصدير الإثيوبية.
وفي نوفمبر الماضي، قال أليمو سيمي إن إثيوبيا تتفاوض مع حكومة أرض الصومال لتأمين الوصول المباشر إلى الميناء البحري.
وتأمل أرض الصومال التوصل إلى اتفاق مع إثيوبيا لاستخدام ميناء بربر لتنشيط اقتصادها الذي يعاني من غياب التنمية والاستثمارات الدولية بسبب عدم الاعتراف الدولي.