نيلوتيك بوست

الصومال وإثيوبيا وآمال السلام والتنمية

على محمود عوالى
2022-04-16T14:01:48+03:00
مقالات رأي
alt=

كنت أطوف في أروقة معرض دبي الدولي الذي تنظمه دولة الإمارات العربية المتحدة سنويا، حيث تعرض كل دولة من دول العالم أهم منتجات بلدها. وفي أثناء تجوالي صادفت جناج جارتي إثيوبيا.

بمجرد وصولي إلى هذا الجناح أتحفوني بترحيب حار. في بداية الأمر ظن الطاقم بأني من السودان، لكوني أسمر اللون وبلهجتي السودانية التي كنت أتحدث بها.  

تحدثت مع منظمي الجناح الإثيوبي وساقنا الحديث إلى ضروة التعاون التجاري والثقافي، وخلق جو ملائم وإعطاء فرصة للسلام والتنمية لسكان القرن الإفريقي، وليكون التبادل التجاري بين الجارتين إثيوبيا والصومال حمامة سلام بين البلدين الجارين. 

كنت التمس من تعابير وجوهم أنهم جيل تعب من الحروب العقيمة ومن العنف المستمر، ويفضلون إعطاء لسلام الدائم فرصة، لتعيش شعوب الإفريقي في ظل السلام والتنمية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم السماح لأي متطفل ينوي التدخل في شؤون دول القرن وزعزعة أمنها من أجل مصلحته الخاصة. 

كانت هذه أول مرة أرى شبابا من إثيوبيا يعرضون أفكار من هذا النوع، ويكرهون العنف والعداء ويدعون إلى السلام والتمنية والإزدهار!

ومن جانبي، شاركت معهم بأن الصومال تتمتع بموقع استيراتجي حيوي جدا، وأن بلاد الصومال من طرف إلى طرف مواقع مهمة. ورغم كل ذلك فقد أدت التقلبات السياسية والمشاكل الثنائية بينإثيوبيا و الصومال إلى عدم التعاون وعدم الاستفادة من هذه المواقع الاستيراتيجية.

علما بأن الصومال بوابة دخول ومعبر مهم لقارة إفريقيا نحو العالم وممر مهم للملاحة الدولية. لقد من الله على الصومال بهذا الموقع الحيوي المهم، ومن المتوقع أن يستفيد معها سكان قرن إفريقيا بصورة خاصة وسكان إفريقيا ككل بصورة عامة.

بعد هذا النقاش الأخوي قمنا بجولة في جناح المتحف الإثيوبي، وكانت القومية الصومالية حاضرة هناك، كونها تسكن في أجزاء واسعة من شرق إثيوبيا، وتعتبر من القوميات الأساسية من شعوب إثيوبيا الحديثة، ولهم كذلك تاريخ مجيد.

مستشارة التسويق في وزراة التجارة والتكامل لإقليمي، هيمانوت طيببو ، خلال اللقاء مع كاتب المقال في معرض دبي

في مساء ذلك اليوم أكرمتني المنسقة العامة لوزارة التجارة الإثيوبية والمشرفة على الجناج الإثيوبي في معرض دبي، السيدة هيمانوت طيببو بمأدبة عشاء فاخرة، حيث استقبلتني في مكتبها الخاص في المعرض.  ناقشنا سويا حول الفرص الذهبية المتاحة بين إثيوبيا والصومال، وسبل الاستفادة منها وآليات تعزيز التبادل التجاري بين البلدين.

من خلال نقاشنا ذكرت لها بأنني أتذكر تصريحات عدة أبداها السيد محمود درير سفير إثيوبيا السابق لدى مصر حول نظرة سياسية حكومة إثيوبيا الجديدة تجاه القرن الإفريقي، مشيرا إلى أنها سياسة تنمية وتعاون مشترك، وليست سياسة تدخل كما كان يحدث في الماضي.

وقد أوضح السفير دور إثيوبيا بقيادة دكتور آبي أحمد التي تتسم بدولة السلام والتعاون والتقارب بين الشعوب في قرن إفريقيا. ولتنفيذ هذا المفهوم عمل آبي على إنجاح مشروع السلام في كل من السودان ومع إرتريا. نحن نسعى من أجل أن يكون السلام العمود الفقري ومفتاح التطور لشعوب قرن إفريقيا في ظل حياة كريمة ورخاء يعم الجميع.

وبالمنسابة، أنا سعيد للغاية من أن سفير الصومال لدى إثيوبيا هو عمي السيد عبد الله أحمد جامع. وهو سياسي محنك، ورجل دولة يتمتع بخبرة سياسية وعسكرية طويلة. وأنا على يقين بخبرته من أنه يستطيع أن يساهم في تقديم عجلة التطور وخلق جو ملائم في التعاون والتبادل التجاري والثقافي بين البلدين.

وفي الختام، أشكر لدكتور أبي أحمد سفير السلام في القرن الإفريقي على سياساته المسالمة التي يقود بها بلاده وسياسته في الشؤون الخارجية والتي أساساها مبني على التعاون الأخوي والاحترام المتبادل.

أشد على هذه الخطوة التاريخية، وهذه الصفحة الجديدة المتمثلة في تأصيل العلاقات المتبادلة بين البلدين، ومن المؤكد أنها ستفرض على كل قائد في القرن العمل من أجل التعاون بين الشعوب لمحاربة الفقر، وخلق حياة كريمة لسكان المنطقة وتدعيم دعائم السلام ونبذ العنف والفوضى.