نيلوتيك بوست

“العالم أكبر من خمسة” : هل عرفت تركيا كيف تدغدغ مشاعر الأفارقة

مشاركة إثيوبية عالية المستوى بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد في قمة الشراكة التركية - الإفريقية الثالثة

alt=

جاءت قمة الشراكة التركية – الافريقية الثالثة التي انعقدت بين ١٧ و ١٨ في اسطنبول في ظل مرحلة حرجة من التحولات االدولية والاقليمية، حيث يراقب العالم تطورات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة و الصين، والتي تمثل افريقيا احدى ساحاتها بامتياز.

تعتبر القمة الثالثة من نوعها، حيث سبقتها قمتان في 2008 و 2014 ، و جمعت 16 زعيما و102 وزيرا إمن القارة السمراء في إسطنبول، في اجتماعي وصفه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش بـ ” التاريخي” ، ويهدف إلى ترسيخ علاقات “إستراتيجية وطويلة الأمد” بين تركيا و إفريقيا.

العالم أكبر من خمسة

وفي كلمته أما زعماء إفريقيا ندداً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بغياب العدالة عن النظام العالمي، وقال “العالم أكبر من خمسة” منتقداً عدم وجود تمثيل لإفريقيا في مجلس الأمن الدولي، وأضاف: “إجحاف كبير ألّا يكون للقارة الإفريقية، حيث يعيش 1.3 مليار شخص، الحق في التحدّث واتّخاذ القرار في مجلس الأمن”.

وتهدف تركيا لتعزيز وجودها في القارة السمراء من خلال الاستثمارات والدعم الاقتصادي و مساعدات إنسانية، والصفقات العسكرية والطاقة.

وحسب أحدث البيانات بلغ التبادل التجاري بين تركيا و أفريقيا حوالي 21 مليار دولار. وتسعى أنقرة لرفعه إلى 50 مليار دولار.

وبلغ حجم الاستثمارات التركية في إفريقيا 6 مليار دولار. وعبر أردوغان إعن اهتمام بلاده باتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية الّتي دخلت حيّز التنفيذ في 1 يناير/ كانون الثاني 2021.
وتقول تي آرتي عربي أن الأفارقة ينظرون للعلاقات مع تركيا بثقة كبيرة، وكبديل عن العلاقات غير المتكافئة مع الدول الاستعمارية سابقاً، و مع الصين الصاعدة اقتصاديا، والتي تهدف لإيقاع القارة السمراء في “فخ الديون” والاستحواذ على مقدراتها.

وفي هذا الإطار قال أردوغان : “نسعى جاهدين للربح والتطوّر والتنمية معاً، والسير يداً بيد نحو المستقبل”.

إثيوبيا والنموذج التركي

وشاركت اثيوبيا في القمة بوفد كبير رفيع المستوى بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد ووزير الدفاع، بالإضافة لوزير الدولة في الخارجية الإثيوبية.
وهذه أول زيارة خارجية لآبي أحمد بعد عودته من قيادة العمليات العسكرية في مواجهة قوات تجراي، حيث تمكن الجيش الإثيوبي من إخراج قوات الجبهة من المناطق التي توغلت فيها في إقليم عفر وأمهر المجاورين.

الوفد الإثيوبي المشارك في قمة الشراكة التركية – الإفريقية الثالية بقيادة رئيس الوزراء خلال لقائه مع الرئيس التركي طيب أوردغان

وفي تغريدة على تويتر أشاد آبي أجمد بجهود الرئيس أوردغان لتعزيز التعاون بين تركيا وأفريقيا.‏

من ناحيته قال وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية، رضوان حسين، إن “المشاركة البناءة المتزايدة لتركيا في أفريقيا منذ بدء الشراكة التركية الأفريقية تقوم على المنفعة المتبادلة والثقة والاحترام”.

وتعتبر تركيا والصين ودولة الإمارات العربية من أكبر المساندين لإثيوبيا في ظل الضغوط الهائلة التي تتعرض لها حكومة آبي أحمد على خلفية أزمة تيغراي.

و تتهم الحكومة الإثيوبية الغرب بدعم جبهة تحرير شعب تيغراي.

وكان آبي أحمد قام في أغسطس الماضي بزيارة رسمية إلى تركيا حيث ووقع البلدان اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والعسكري والمائي.

وأوردت تي آرتي عربي التركية أن قيمة صادرات الصناعات الدفاعية التركية إلى إثيوبيا بلغت 94,6 مليون دولار بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني، مقارنة بنحو 235 ألف دولار خلال نفس الفترة من العام السابق.

وفي ظل العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة والغرب، وتعالي نبرة الوطنية وشعارات مواجهة الإمبريالية، ترى العديد من النخب الإثيوبية في تركيا نموذجا يحتذى به في استقلال القرار السيادي ، وخلق نظام اقتصادي واجتماعي مستقل.

كلمات دليلية
Exit mobile version