المنظمات الدولية التي تطالب، في اجتماعاتها مع مسؤولي الحكومة الفيدرالية وحكومة إقليم عفر أو في تصريحاتهم الإعلامية بإيصال المساعدات الإنسانية إلى تيغراي، لا تدين الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الإرهابية (الجبهة) التي تغزو المحافظة الثانية من إقليم عفر، و ترتكب المجازر ضد الأبرياء.
كما تتجاهل الأزمة الإنسانية التي تسببت في نزوح نصف مليون شخص من ديارهم. و تتحمل الجبهة مسؤولية عرقلة وصول المساعدات الإنسانية الى تيغراي.
وكذلك لا تطالب تلك المنظمات من الجماعة المتمردة الانسحاب الفوري من المديريات التي احتلتها في عدوانها الأخير في المحافظة الشمالية بإقليم عفر.
ومن المثير للاستغراب والشكوك صمت المسؤولين الأمميين والغربيين بشأن المجازر التي ترتكبها الزمرة، والتي ترتقي لمستوى جرائم حرب، ولا يطالبوا الجماعة الغازية الخروج من المديريات التي احتلتها بإقليم عفر، وكأن هناك مباركة أممية خفية لها لغزو عفر وارتكاب المجازر.
زيارات ميدانية بلا جدوى
وفي سياق متصل، زار كل من المبعوث الإفريقي إلى القرن الإفريقي أولوسيغون أوباسنجو، و نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمنية محمد برفقة رئيس جمهورية إثيوبيا سهل ورق زودي إقليم العفر، وعاصمته مدينة سمرا في الاسبوع الماضي، والتقوا برئيس الإقليم أول عربا وعدد من المسؤولين الحكوميين وشيوخ العشائر.
تم إطلاع الوفد الزائر على الوضع الراهن في الإقليم، واصطحابهم للمستشفيات ليشاهدو ضحايا عدوان جبهة تيغراي الإرهابية، وأغلبهم من كبار السن والاطفال المتقطعة أوصالهم والمشوهة وجوهم.
وبالرغم من مشاهدت السيدة أمنية محمد، الضحايا والنازحين والاطلاع على الوضع عن قرب، ظلت على موقفها المنحاز، ولم تدع جبهة تيغراي إلى الخروج من المناطق العفرية التي احتلتها.
وعلى النقيض، جددت أمنية طلبها من الحكومة إيجاد ممر إنساني إلى تيغراي، واصفة غزو الجبهة لعفر بـ ” الصراع بين الاقليمين”، بينما تدرك جيدا أن الجبهة هي من قامت بغزو إقليم عفر، ولازالت ترتكب المجازر ضد الأبرياء، وتدمر البنية التحتية بقصف المراكز الصحية والتعليمية ونهب وسرقة الممتلكات العامة والخاصة.
تجاهل إعلامي … دولي وعربي
في ظل هذا العدوان و الوضع الإنساني الحرج الذي يعيشه إقليم العفر، بات إصرار المنظمات الأممية المستمر في طلب إيصال المساعدات الإنسانية عبر العفر بحجة المجاعة في تيغراي متجاهلين غزو الجبهة للإقليم، والمجازر التي ترتكبتها ضد الأبرياء، وتحويل الممر الإنساني إلى ساحة قتال، مستفزا للعفريين حيث يعتبرونها رسالة مفادها: احتلال أرضكم وقتل شعبكم ليس جرما.
ولا يتوقف على مواقف المنظمات الأممية والدول الغربية تجاه ما يحدث في إقليم عفر، بل يمتد إلى المؤسسات الإعلامية التي تتجاهل الازمة.
فالإعلام العالمي والعربي الذي ظل مهتما بكل شاردة وواردة فيما يتعلق بأزمة تيغراي أثناء عملية إنفاذ القانون، وقبيل خروج قوات الدفاع الوطني الإثيوبية من تيغراي، لا يتعاطي مع أزمة إقليم عفر ولا يتناول الحرب التي تشنها الجبهة ضده والفظائع التي ترتكبها، رغم وجود المشاهد المصورة وانتشار الأخبار في وسائل التواصل الاجتماعي، وحمالات الناشطيين والبيانات الرسمية الصادرة من الحكومة العفرية الإقليمية.
و نتيجة لهذا التعتيم والتجاهل الإعلامي وغياب نقل الصورة الحقيقة عبر القنوات الرئيسية لم تتضح الحقيقة للرأي العام العالمي حول المجازر التي ترتكبها جبهة تغراي ضد العفر في المحافظة الشمالية.
في ظل استمرار عدوان الجبهة على الإقليم يبقى تحقيق السلام الدائم في البلاد مستحيلا.