عرضت القنوات الرسمية في إثيوبيا مساء الجمعة ١٣ أكتوبر وقائع جلسة الحوار والتقييم التي أجراها رئيس الوزراء آبي أحمد مع وزراء وبرلمانيين وقيادات حزبية حول ضرورة حصول إثيوبيا على منفذ سيادي على البحر الأحمر.
وتطالب إثيوبيا بالحصول على منفذ بحري على البحر الأحمر لدعم اقتصادها المتنامي ولتحقيق التنمية لسكانها البالغ ١٢٠ نسمة مما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار الاقليمي والدولي.
وتعتمد استراتيجية إثيوبيا للحصول على المنفذ البحري على مبدء التعاون والتكامل الاقليمي.
وفي هذا الصدد استعرض آبي أحمد خلال اللقاء الخيارات السلمية المتاحة أمام إثيوبيا لتحقيق هذا المطلب الذي تراه اثيوبيا ضروري لتحقيق الامن والاستقرار في منطقة القرن للأفريقي
وفي مقدمة هذه الخيارات تأتي التنمية المشتركة للموانئ مع دول الجوار .
وفي هذا الاطار قال آبي أحمد تستثمر الصين في جيبوتي والامارات في ارض الصومال وتركيا في مقديشو ، فما الذي يمنع في أن تستثمر إثيوبيا في إحدى موانئ الدول المجاورة.
واستعرض آبي أحمد خيار المقايضة بين حصول اثيوبيا على موطئ قدم سيادي على على البحر الأحمر مقابل منح إثيوبيا حصة معتبرة في سد النهضة الذي ينتج طاقة كهربائية تكفي لدول الجوار أو في الخطوط الجوية الاثيوبية الرائدة دوليا او في شركة الاتصالات الاثيوبية التي تمتلك قرابة ٧٠ مليون مشترك.
كما ان خيار تبادل الأراضي بين الدول والمعمول به في القانون الدولي مطروح حيث يمكن ان تمنح إثيوبيا ارتريا أراض زراعية خصبة لحل مشكلتها الغذائية مقابل استعادة اثيوبيا السيادة على ميناء عصب.
واستراتيجيا ترى اثيوبيا أنها مع الزيادة السكانية والتقدم الاقتصادي لا يمكن ان تتحمل تبعات ان كون دولة حبيسة، وأن عدم حصولها على منفذ بحري على البحر الأحمر الذي تعتبره مجالها الحيوي يعرض أمنها الاستراتيجى للخطر.
ميناء عصب … منفذ إثيوبيا التاريخي
وحول الموانئ التي ترى اثيوبيا امكانية الاستفادة منها في إطار التعاون والتكامل مع الجوار قال آبي أحمد أن اثيوبيا لاتشترط ميناءا بعينه وانما كل ما تطلبه هو الحصول على منفذ تؤمن من خلاله مصالحها الاقتصادية وتحفظ أمنها أمنها القومي.
وفي هذا الصدد قال آبي ” نحن لا نشترط ان يكون ذلك ميناء عبر عصب أو ميناء أو مصوع كل ما نريده هو منفذ بحري سواء بالابحار او الشراء او التبادل ”
وتتجه أنظار المراقبين إلى ميناء عصب الذي يعتبره عموم الإثيوبيون أن بلادهم حرمت منه دون شرعية، حيث يعتبر تاريخيا المنفذ الرئيسي لإثيوبيا على البحر الأحمر.
وتنص اتفاقية استقلال ارتريا على استخدام إثيوبيا لميناء عصب مجانا وبحرية تامة ودون تدخل رقابي من ارتريا.
وتوقفت إثيوبيا من استخدام ميناء عصب على خلفية الخلاف بين أسمرا وأديس أبابا نهاية تسعينات القرن الماضي واندلاع حرب دامية بين البلدين وبقاع العلاقات بينهما متوترة حتى وصول آبي أحمد إلى السلطة وانهاء حالة الحرب مع ارتريا في ٢٠١٨