نيلوتيك بوست

جنوب إفريقيا تجمع الأطراف الرسمية لحرب تيغراي دون جدول أعمال محدد

والتيار القومي الأمهري يطالب بتمثيل خاص للأمهرا في المفاوضات، ويشكك في قدرة القيادات الأمهرية في الحكومة الفيدرالية والإقليمية على تأمين مصالح الأمهرا

alt=
صورة مدمجة: نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس الوفد التفاوضي الفيدرالي، دمقا موكونين. يمين غيتاشو رادا المتحدث باسم جبهة تيغراي المتمردة

وصل إلى جنوب إفريقيا أعضاء وفدي المفاوضات المرتقبة بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي المتمردة في شمالي البلاد، للمشاركة في أول لقاء رسمي وعلني بين الطرفين لانهاء الحرب التي شارفت عامها الثاني.

وأعلنت الحكومة الاثيوبية في بيان لها صباح أمس الإثنين توجه وفدها إلى جنوب إفريقيا. وقال بيان مكتب الاتصالات الحكومية “إن إثيوبيا ترى في المفاوضات المزمع انطلاقها في جنوب إفريقيا فرصة لانهاء الصراع في شمالي تيغراي”

كما بعثت جبهة تيغراي المتمردة وفدا عال المستوى مكون من سبعة مفاوضين بقياد المتحدث الرسمي غيتاشو ردا.

ولم يعلن الاتحاد الافريقي، الراعي الرسمي للمفاوضات، عن جدول أعمال محدد، كما لم يتضح دور ومصير الوسطاء من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

الحكومة تعمل على تكوين إدارة محلية … وتتعهد باستعادة الخدمات العامة

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي أكدت الحكومة الإثيوبية استمرار العمليات العسكرية حتى استعادة المطارات والمؤسسات السيادية في الإقليم.

ولاحقا أعلنت أديس أبابا سيطرتها على مدينة شيري الاستراتيجية شمال تيغراي، ومدينة ألماطا القريبة من الحدود الجنوبية مع اقليم امهرا.

كما أكدت مصادر تيغراوية انسحاب قوات تيغراي من تلك المناطق التي سيطرت عليها قوات الحكومة الفيدرالية والقوات المتحالفة معها.

وقال بيان مكتب الاتصالات الحكومة الصاردر أمس إن الحكومة الفيدرالية تعمل على الإسراع في إعادة الخدمات العامة من الكهرباء والبنوك إلى المناطق المحررة.

وصرح مدير الاتصالات في هيئة الطاقة الإثيوبية، موغاس موكونين إرسال لجنة خبراء الى المناطق المحررة لتقييم الأضرار التي لحقت بالنية التحتية، والبدء في الصيانة لاستعادة التيار الكهربي.

ويعاني سكان إقليم تيغراي من انقطاع الكهرباء والخدمات البنوك والاتصالات منذ اندلاع الحرب في نوفمبر ٢٠٢٠

الأمهرا… مطالبات بتمثيل خاص في المفاوضات

ويعتبر إقليم أمهرا المجاور لتيغراي رأس الحربة في الحرب الدائرة منذ سنتين، حيث لعبت مليشيات الأمهرا ” فانو” وقوات الإقليم الخاصة دورا حاسما في دعم الجيش الإثيوبي، واستعادة المناطق المتنازع عليها مع تيغراي.

ويطالب القوميون الأمهرا باستعادة منطقة ” ولقاييت” غرب تيغراي ومنطقة “رايا ” جنوب تيغراي لاعتبارات تاريخية.

ويتكون الوفد الحكومي الرسمي من سبعة أعضاء، بينهم ثلاثة من إقليم أمهرا، بما فيهم رئيس الوفد التفاوضي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية دمقا موكونين.

لكن التيار القومي الأمهري بقيادة حركة أمهرا القومية ” أبِن” ومجموعات المعتربين في أوروبا وأمريكا، يشككون في ولاء وقدرات حكومة الإقليم وقيادات أمهرا في الحكومة الفيدرالية لتأمين مصالح الأمهرا.

ويطالب التيار القومي الأمهري بتمثيل خاص للأمهرا في المفاوضات بين الحكومة الفيدرالية وجبهة تيغراي، بحجة أن قيادات الأمهرا الموجودة في الحكومة الفيدرالية كانت جزءا من التحالف وضع الدستور الحالي وحكم به إثيوبيا بين 1991 و 2018 بقيادة جبهة تيعراي.

وقامت حركة ” أبِن” بالتنسيق مع اتحاد عموم الأمور في شمال أمريكا ( All Amhara Association ) بتكوين وفد تفاوضي من أربعة أعضاء لتمثيل الأمهرا، بقيادة د. ديسالين شاني، رئيس الحركة وعضو البرلمان الفيدرالي ممثلا عن مدينة بحر دا هاصمة إقليم أمهرا.

ودشن التيار حملة إعلامية ودبلوماسية للضغط على الجهات الراعية للمفاوضات لاعتماد وفد تفاوضي خاص بالأمهرا، كطرف أساسي في المفاوضات.

لكن المراقبون يرون أن طلب التيار “مستحيل المنال” ، في ظل المشهد السياسية وتوازن القوة حاليا. و يشير المراقبون إلى أن مطالبات التيار يمكن أن تمثل ورقة ضغط تستفيد منها النخب الأمهرية المتحالفة مع حكومة آبي أحمد والمنضوة ضمن حزب الازدهار الحاكم لتعزيز مكاسبها السياسية.

ويرى الأمهرا أن الدستور الحالي الذي يقسم البلاد إلى أقاليم إثنية، لا يحفظ الحقوق السياسية لأقليات الأمهرا المنتشر في البلاد المختلفة.

وحسب بعض التقديرات يزيد عدد الأقليات الأمهرية المنتشرة في الأقاليم الأخرى، وخاصة في إقليم أوروميا، عن 15مليون أمهري، ويشتكون من التهميش السياسي، حيث تعتمد الحقوق السياسية في أقاليم إثيوبيا على الانتماء الإثني.

Exit mobile version