جِمّا.. حكاية مدينة احتضنت قصر آخر الإمارات الإسلامية في إثيوبيا 

إدارة الأخبار والتقارير20 مايو 2025Last Update :
جِمّا.. حكاية مدينة احتضنت قصر آخر الإمارات الإسلامية في إثيوبيا 

تتميز مدينة جِما المعروفة بجِمّا أبا جِفار، نسبة إلى لقب سلاطينها، بوضع تاريخي وثقافي خاص وحضور لافت في ثقافة وذاكرة الاثيوبيين.

ويحمل هذا الحضور في ثناياه عمق الحضارة والثقافة الإسلامية في الحبشة، إلى جانب حضارات أخرى محلية، وخاصة الثقافة الأورومية حيث تمثل جما عاصمة إمارات” شنن غيبي ” الأورومية .

وتقع هذه المدينة التاريخية التي تعتبر إحدى أهم مدن إثيوبيا في الجنوب الغربي من البلاد، على بُعد ٣٤٨ كيلومترا عن العاصمة أديس أبابا، في ولاية أوروميا ، أكبر ولايات البلاد مساحة وتعداداً.

وتاريخيا اكتسبت مدينة جما أهميتها من موقعها الإستراتيجي على طريق القوافل التجارية بين ممالك الحبشة التاريخية، إذ تربط بين جنوب وغرب إثيوبيا.

قصر أبا جفار

أما قصر أباجفار الذي عُرِفت به المدينة يعود للملك أباجفار أباجولا (١٨٦١- ١٩٣٢)، وهو من  سلالة الأسرة التي تعاقبت على حكم المنطقة خلال الفترة من ١٨٧٦ حتى ١٩٣٢.

ويقع القصر على بُعد ٧ كيلومترات من وسط المدينة، و شيد على ارتفاع ٢٠٢٠ قدما حيث يشرف على كامل المدينة من على جبل “جيرين”

قصر أبا جفار بعد ترميمه

وحظي  القصر مؤخراً باهتمام كبير من حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد حيث شهد ترميماً وتحديثاً كاملا للمحافظة على عبقه التاريخي المعبر عن منطقة جما وعموم إثيوبيا.

وبالإضافة إلى القصر تضم مدينة جما المتحف القومي الذي يمثِّل مَعْلماً لحفظ تاريخ المدينة والمنطقة، ويضم مجموعة متنوعة من قطع أثرية تروي حكاية المدينة وعصورها الذهبية.

جِمّا … عاصمة البن

وتمثل الزراعة في غرب إثيوبيا عصب الحياة لأكثر من 90% من سكان مدينة جما وضواحيها حيث تنتشر مزارع البن ومعامل تجفيفه وإعداده للسوق العالمي.

ويعتبر البن محصولا اقتصاديا لاثيوبيا وتنتج منه ما يزيد عن ٥٠٠ الف طن سنوية، وزادات إيراداته في ٢٠٢٤ عن ١٠٥ مليار دولار.

جانب من مزارع تجفيف حبات البن بعد القطف والتجميع

وتنتج جيما ما لا يقل عن 50 ألف طن كل عام من البن، مما يجعلها في مقدمة مناطق انتاج البن في إثيوبيا.

وجهة سياحية تجمع بين الحداثة والأصال

وتقع جيما على ارتفاع ١٧٥٠متر، مما يمنحها طقسا معتدلا ، في منطقة مغطاة بغابات البن وأشجار الفواكه، على مدار العام.

وتشهد ‎ جما أباجفار نموا سريعا، وتتمتع بمستقبل مشرق وإمكانات سياحية واعدة. 

ميدان القهوة حيث يجسد مكانة منطقة جما في زراعة البن الإثيوبي

‎ومؤخرا اكتسبت أجواء سياحية خاصة مذهلة بعد تنفيذ مشاريع مسارات التنمية لاعادة تأهيل الطرق والساحات العامة وترنيم المباني الأثرية.

كما تضمن المشروع ازالة العشوائيات وتوسعة الشوارع واستحداث مسارات للمشاة مما حول المدينة إلى وجهة سياحية تجمع بين الحداثة والأصالة.

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept