نيلوتيك بوست

هل نجحت القمة الأمريكية الإفريقية في إزالة “فجوة الثقة” بين الولايات المتحدة وإفريقيا

وتعيين ممثل خاص لمتابعة تنفيذ مخرجات القمة مؤشر مهم على رغبة إدارة بايدن الدفع باتجاه تبيت المنحى الجديد لسياسات أمريكا نحو إفريقيا.

إدارة الأخبار والتقارير
2022-12-26T23:00:09+03:00
تحليلات صحفية
alt=

في إطار سعي الولايات المتحدة استعادة نفوذها في إفريقيا استضافت العاصمة واشنطن، بين 13- 15 ديسمبر 2022، القمة الأمريكية الإفريقية بمشاركة الرئيس جو بايدن و قادة ٤٩ دولة إفريقية.

ولم تُوجَه دعوات حضور القمة لكل من بوركينا فاسو و مالي وغينيا والسودان على خلفية تعليق عضوية تلك الدول في الاتحاد الإفريقي بسبب الانقلابات. كما لم توجه أمريكا الدعوة لارتريا على ضوء التوتر المزمن في علاقات البلدين.

وتعد القمة هي الثانية من نوعها بعد القمة الأولى التي عُقدت في ٢٠١٤، بضيافة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما.

وتناولت القمة قضايا جوهرية مثل تغير المناخ ، والأمن الغذائي ، وحقوق الإنسان.

ولم تتطرق مناقشات القمة لمخاوف أمريكا بشأن النفوذ الصيني أو الروسي في القارة، حيث قررت الولايات المتحدة عدم ادراج هذه المسألة ضمن المناقشات العامة للقمة.

ومع وصول قادة ٤٩ دولة إفريقية إلى واشنطن، وانطلاق القمة تسأل الكثير من المراقبين حول ما يمكن أن تقدمه إدارة بايدن لإفريقيا في ظل تنافس دولي محموم على القارة السمراء.

قمة المراجعات لتضيق فجوة الثقة

ويقول سفير أمريكا السابق في كمبوديا شارليس راي، في مقال له إن أحد الأهداف الرئيسية للقمة هو تضييق “فجوة الثقة” التي نشأت بين الولايات المتحدة ودول إفريقيا بعد سنوات من الإحباط بسبب افتقار أمريكا للواضح والالتزام الحقيقي تجاه القارة.

وتأتي القمة على خلفية مراجعات في الرؤية الأمريكية لقارة إفريقية. فبعد عقود من النظر إليها على أنها خزان من المشاكل التي يجب حلها بدءت الولايات المتحدة تدرك الأهمية الاستراتيجية للقارة.

وبدءت الأوساط السياسية والاعلامية في الولايات المتحدة تتحدث عن الإمكانيات الاقتصادية الضخمة لإفريقيا، و مخزونها من المعادن النادرة المهمة للصناعات الاستراتيجية، وما تملكه من غابات كبيرة تساهم التحديات البيئية الكونية.

وفي إشارة إلى دور إفريقيا دوليا خلال العقود القادمة قال وزير الخارجية الأمريكي، بلينكن ” بحلول عام 2050 سيكون واحد من كل أربعة أشخاص على هذا الكوكب أفريقياً، وأنهم (أي الأفارقة) سيحددون مصير القارةوالعالم”

ضرورة الالتزام والمتابعة

ومع انتظار ظهور تفاصيل محددة حول الوعود التي أعلمنت عنها أمريكا، خرجت القمة بثلاثة نتائج مهمة وعدت واشطن بتقديم 55 مليار دولار كمساعدات لأفريقيا خلال السنوات الثلاث المقبلة.

كما وعدت إدارة بايدن باستثمار أكثر من 350 مليون دولار في مبادرة التحول الرقمي مع إفريقيا (DTA) ، وقرابة نصف مليار دولار لدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى 2.5 مليار دولار كمساعدات إنسانية إضافية لمعالجة تحديات الأمن الغذائي في إفريقيا.

وسياسيا أعلن الرئيس جو بايدن عن دعم الولايات المتحدة للاتحاد الأفريقي ليصبح عضوًا في مجموعة العشرين، كما تم عن جولة له في إفريقيا في 2023.

ويرى المراقبون أن تنفيذ العديد من وعود ومخرجات القمة يعتمدعلى موافقات الكونغرس الأمريكي، مما يجعل إدارة بايدن والإدارة القادمة في البيت الأبيض أمام اختبار حقيقي للوفاء بهذه الالتزامات لتعزيز مبدء الشراكة في العلاقات الأمريكية الإفريقية.

وتعيين السفير جوهني كارسون لمتابعة تنفيذ مخرجات القمة مؤشرمهم على أن إدارة بايدن ترغب في أخذ التزاماتها محمل الجد، والدفع باتجاه تبيت المنحى الجديد لسياسات الولايات المتحدة نحو إفريقيا.

كما أن الزعماء والقادة الأفارقة أمام مسؤوليات تاريخية للاستفادة من التوجه الأمريكي في بناء مستقبل أفضل لمواطنى القارة.