نيلوتيك بوست

هُدْهُد سُلَيْمَان : مدرسة يمنية في قلب أديس أبابا

في قلب حي "مركاتو" أكبر مربع تجاري في إفريقيا، تقع مدرسة الجالية اليمنية. حيث أهدى الإمبراطور هيلاسلاسي، للجالية اليمنية إحدى المباني التِي هجرها الاحتلال الإيطالي، لتكون مقرا لمدرسة الجالية اليمنية، تقديرا لدورهم ومشاركتهم في مكافحة الايطاليين

إدارة الأخبار والتقارير
2021-04-18T13:48:32+03:00
مجتمعات نيلوتيك
alt=
مدخل مدرسة الجالية اليمنية في وسط العاصمة أديس أبابا
سامي الشاطبي - روائي يمني مقيم في اثيوبيا

الصَّف الْأَوَّلِ: 

أن تكون الْأَوَّلِ لا يعني أن تظل كذلك في المستقبل، لكن تبقى مدرسة الجالية اليمنية في أديس أبابا حالة فريدة جدا وذات خصوصية، ومرد ذلك يعود إلى كونها هي الاولى ماضيا، كأول مدرسة عربية ؤنشأت في أديس ابابا، وحاضرا بما خرجته من أجيال متعلمة، ومستقبلا بما تزخر به من إمكانيات تعليمية وتربوية.

تعد مدرسة الجالية اليمنية بأديس أبابا – تسمى بالمدرسة القديمة-، وَالَّتِي تأسست في العام ١٩٤٩ واحدة من أبرز المؤسسات التربوية في إثيوبيا، وَالَّتِي أسهمت في نشر اللغة العربية في إثيوبيا. هذا لا يعني أن إثيوبيا لم تكن تعرف اللغة العربية قبلها، بل كانت اللغة العربية حاضرة ولها موطئ قدم قوي.

وإسهامات المدرسة تمثلت في تخريج العديد من الأجيال الإثيوبية والعربية، والذين أسهموا بدورهم في رفد الكوادر المؤهلة لتدريس اللغة العربية  في مختلف المدارس والمعاهد الإثيوبية.

الصَّف الثاني:

الآن وبعد ٧٢ عاما من عمر المدرسة باتت المدرسة معلما ثقافيا وتربويا لكل من يطمح تعلم اللغة العربية، إذ تعدى دورها تعليم أبناء الجالية اليمنية إلى تعليم الإثيوبيين وأبناء الجاليات العربية الاخرى.

إلى مركاتو:

لم أقف طويلاً في الحي الذي اسكنه “ببولي روندا”، فما هي الا دقائق حتى وصلت السيارة الَّتِي ستقلني إلَى حي مركاتو وهو احد اقدم واشهر احياء اديس ابابا ..

على حافة قلب مركاتو تقع مدرسة الجالية اليمنية.. ويعد مبناها من المباني الَّتِي تركها الاحتلال الايطالي ابان مغادرته اثيوبيا مخذولا واهداءها الإمبراطور هيلاسلاسي للجالية اليمنية، تقديرا لدورهم ومشاركتهم في مكافحة الاستعمار الايطالي.

الداعي للمدرسة:

على اثر ما شهدته اليمن في حقبة العشرينيات من القرن المنصرم من افتعالات داخلية ادت إلى الكثير من أبنائها للهجرة والاستقرار في إثيوبيا وما تطلب ذلك الاستقرار من ضرورات توفير المؤسسات التربوية والتعليمية الكفيلة بالحفاظ على ثقافة ولغة أبنائهم تأسست مدرسة الجالية اليمنية في أديس أبابا عام ١٩٤٩ بهدف تعليم أبناء المغتربين اليمنيين المنهج العربي ونشر الثقافة العربية والذي كان يقدر عددهم انذاك بزهاء بمائة الف ما بين مهاجر ومغترب!

بدءت المدرسة في بداياتها ضيقة الأفق وكأنها خصصت لأبناء اليمنيين فقط، لكنها لاحقا توسعت لتضم في صفوفها العرب والأجانب .

حفل التخرج:

ثمة مدرسة يمنية أخرى سُميت بالمدرسة اليمنية الجديدة، افتتحها القائم بأعمال السفارة اليمنية لدى إثيوبيا، السفير يحيى الإرياني منتصف العام ٢٠١٨، ولكنها ليست بعراقة وقدم المدرسة القديمة. فالمدرسة اليمنية القديمة في “مركاتو” بما خرجته من أجيال وطيلة قرن الا ربع تعتبر معلما تاريخيا عملاقا يعكس مدى عمق العلاقات الإثيوبية اليمنية.

ان نظرة الى حفلات التخرج التي تقيمها المدرسة كل عام لطلبتها لتكشف مدى قدرة معلميها على العطاء رغم شحة الامكانات.

للقصة بقية…