معركة عدوا: بين أيقونة التحرر الإفريقي وبوابة الاستبداد الوطني

قطاعات عريضة من التيارات السياسية والقوى المجتمعية في إثيوبيا ترفض دعوات التيار اليميني للعودة للدولة المركزية بإرثها السياسي والديني واللغويي حيث خلقت كيان "إمبراطوري مستبد"، لم ينجح في خلق دولة وطنية. 

إدارة الأخبار والتقارير11 مارس 2022آخر تحديث :
جانب من احتفالات الذكرى ١٢٦ لمعركة عدوا
جانب من احتفالات الذكرى ١٢٦ لمعركة عدوا

أطلقت احتفالات الذكرى السنوية ١٢٦ بمعركة عدوى في العاصمة أديس أبابا موجة جديدة من الخلافات بين التيارات والنشطاء السياسيين في إثيوبيا، حيث وقعت احتجاجات من مجموعات حزب بالدراس ضد عمدة العاصمة .

وتحتفل إثيوبيا بمعركة عدوا في ٢ مارس كل عام في أديس أبابا بميدان الإمبراطور منليك، بالقرب من مجمع بلدية العاصمة أديس أبابا، حيث يوجد تمثال منليك الثاني مؤسس إثيوبيا الحديثة.

وتحولت احتفالات هذه السنة الى احتجاجات ضد عمدة العاصمة أدانيش أبي بي، حيث أطلق ضدها أنصار حزب بال دراس والتيارات اليمينية عبارات بذيئة ومهينة.

كما فرضت جامعة أديس أبابا حظرا على ارتداء قمصان العلم الاثيوبي القديم، وتلك التي تحمل صور الامبراطور منليك، في ظل احتقان بين المجموعات الطلابية، واحتجاجات داخل المجمع التعليمي الأكبر في إثيوبيا.

ويأتي الاحتقان بين المجموعات الطلابية على خلفية الأحداث التي حصلت في احتفالات الذكرى ١٢٦ لمعركة عدوى.

صراع الميادين والإعللام

وتمثل معركة عدوا التي وقعت في بلدة عدوا بإقليم تيغراي، شمال إثيوبيا، نقطة تحول في الجهود الاستعمارية لإيطاليا في شرق افريقيا، وساهمت في رفع معنويات بلدان إفريقيا لموجهة الاستعمار الأوروبي.

ويتهم نشطاء التيار الوحدوي حكومة إقليم أوروميا وعمدة أديس أبابا بتغيير مكان احتفالات معركة عدوا من ميدان منليك، حيث أقيمت احتفالات أخرى في منطقة جسر عدوا الواقع في الجهة الشرقية من العاصمة.

وفي ظل الانتقال السياسي والصراع الذي تعيشه البلاد، يمثل ميدان منليك رمزا للصراع الآيديلوجي بين التيار الوحدوي الذي يمثل إرث الدولة الإمبريالية، والتيار الفيدرالي الذي يسعى لتعزيز مكاسب المكونات الإثنية في ظل الدستور الحالي.

وتطالب التيارات الوحدوية اليمينة بتغيير الدستور الحالي الذي تتعبره إثنيا ويفتت البلاد، حيث يمنح حكما ذاتيا للولايات الإثنية.

كما تشتكي الأقليات اليمينية في الولايات الإثنية من التهميش السياسي، بسبب اعتماد الانتماء الإثني أساسا للتمثيل في الأطر السياسية الإقليمة.

صراع الروايات التاريخية

و تنادي التيارات المركزية واليمينية بالعودة إلى العلم الإثيوبي القديم بألونه الثلاثة دون وجود نجمة في وسطه.

وتم اعتماد النجمة في الدستور الحالي للاشار إلى التعدد الديني والإثني واللغوي والاعتراف بالمكونات الإثنية لإثيوبيا.

ويرفض التيار الفيدرالي محاولات اختطاف الرواية التاريخية لاثيوبيا من قبل التيار الوحدوي، وحصرها في الارث الامبراطوري الكنسي.

وشارك في معركة عدوا كل أطياف ومكونات إمبراطورية الحبشة آنذاك والتي مازالت تحت التكوين بحدود اثيوبيا الحالية.

وجاءت معركة عدوا بعد تكوين إثيوبيا الحديثة على يد منليك في ١٨٨٦، وشارك فيها جموع كبيرة من المناطق الشرقية والجنوبية ذات الأغلبية المسلمة، حيث اعتمد منليك على فرسان الأورومو واقتصاد هرر وجما لهزيمة الطليان.

وترفض التيارات الفيدرالية دعوات العودة للدولة المركزية بإرثها السياسي والديني واللغويي، حيث  تعتبرها قطاعات عريضة من التيارات السياسية والقوى المجتمعية كيان “إمبراطوري مستبد” لم ينجح في خلق دولة وطنية. 

ولم تحظ تلك المجموعات باعتراف بدورها من قبل الدولة الإثيوبية، بل دخلت البلاد في موجات متتالية من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي وحروب أهلية على الموارد والهوية، آخرها حرب تيغرا الحالية.

وأعلنت حكومة آبي أحمد عن عقد حوار وطني شامل، حيث تم تأسيس لجنة الحوار الوطني، لخلق تفاهم حول قضايا الحكم والهوية وتوزيع السلطة والثروة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق