أثار انسحاب روسيا من مبادرة نقل الحبوب الغذائية عبر البحر الأسود مخاوف كبيرة من تزايد انعدام الأمن الغذائي في إفريقيا.
وبالفعل، تعاني معظم دول إفريقيا ارتفاعا حادا في التضخم، وتباطؤ في معدلات النمو الاقتصادي مما يهدد الملايين بمخاطر انعدام الأمن الغذائي.
وتضمن الاتفاقية الموقعة في يوليو 2022 برعاية الأمم المتحدة ممرا آمنا لشحنات القمح من موانئ أوكرانيا وروسيا عبر البحر الأسود.
وأعلن الكرملين يوم الاثنين ، 17 يوليو ، انسحابه من المبادرة الأممية، وإثر ذلك قام الجيش الروسي باستهداف مخازن القمح في ميناء أوديسا الأوكراني، ما أدى إلى تدمير ٦٠٠٠ طن من القمح حسب تصريحات الحكومة الأكرانية.
وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار القمح والحبوب الغذائية في الأسواق العالمية. فحسب ما نقلته بي بي سي ارتفعت اسعار الحبوب الغذائية في بورصات أوروبا بأكثر من ٨٪
واعتبر مسؤل رفيع المستوى في وزارة الخارجية الكينية قرار الكرملين ” طعنة في الظهر” بالنسبة لأسعار الغذاء. وأضاف “سيؤثر القرار بشكل غير متناسب على بلدان القرن الأفريقي المتأثرة بالفعل بالجفاف”.
وقبل انسحاب روسيا من الاتفاقية، أكدت جنوب إفريقيا، عبر تصريحات للمتحدثة باسم الرئاسة على “أهمية توصيل الحبوب إلى إفريقيا للتخفيف من انعدام الأمن الغذائي”.
وتتهم روسيا أوكرانيا بعدم تصدير القمح للدول الفقيرة عملا بالاتفاقية، كما يطالب الكرملين بتنفيذ الجزء الخاص برفع القيودعن الصادرات الروسية من الأسمدة والمنتجات الزراعية.
لقاء آبي أحمد و زيلينسكي
وفي أول تواصل بين قيادة إثيوبيا وأوكرانيا، أجرى الرئيس الأوكراني فيلا ديمير زيلينسكي اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بعد أيام من إعلان روسيا انسحابها من مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب. ووجه زيلينسكي دعوة لآبي لزيارة أوكرانيا.
وكانت إثيوبيا من بين ثمان دول أفريقية امتنعت عن التصويت على قرار للأمم المتحدة يدين الغزو الروسي لأوكرانيا في مارس 2022.
وبحسب الموقع الرسمي للرئيس الأوكراني، تناولت مناقشات الزعيمين انسحاب روسيا من مبادرة حبوب البحر الأسود، وعرقل حركة النقل البحري، والهجمات الروسية على الموانئ والبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
وأشار رئيس الوزراء آبي إلى تناول المناقشات قضايا ثنائية ودولية ذات اهتمام مشترك، وسبل إحلال السلام بين أوكرانيا وروسيا.
و أتاحت صفقة الحبوب لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة شحن أكثر من 725 ألف طن من القمح من أوكرانيا إلى البلدان التي تواجه تهديدات الأمن الغذائي، بما في ذلك إثيوبيا واليمن وأفغانستان،.
وهي كمية تمثل أكثر من نصف حبوب القمح لبرنامج الأغذية العالمي خلال العام الماضي.