استضافت الدوحة في ١٨ مارس الجاري اجتماعًا ثلاثيًا ضم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الراوندي بول كاغامي، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي.
بهدف احتواء الصراع المتصاعد في شرق الكونغو الديمقراطية بين كينشاسا وجماعة “إم ٢٣” المدعومة من رواندا بحسب عدة تقارير، مما أدى إلى سيطرة الأخيرة على مدن رئيسية مثل غوما وبوكافو منذ يناير 2025.
وأكد البيان المشترك الصادر عن الاجتماع التزام الأطراف بوقف إطلاق نار فوري وغير مشروط، ومواصلة الحوار لبناء أسس سلام دائم، مستندين إلى عمليتي لواندا ونيروبي.
الانسجام مع جهود الأمريكية
تم الاجتماع بدعمًا أمريكيً، حيث ينسجم مع جهود واشنطن لاحتواء النزاع، وتحرك أمريكي على أرض الواقع، وزيارة وفد كونغولي إلى واشنطن للتوافق على استثمار أمريكي في التعدين.
وسبقه في فبراير 2025 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على جيمس كاباريبي وزير الدولة الراوندي للتكامل الإقليمي، ولورانس كانيوكا، المتحدث باسم “إم 23″، بسبب دورها المزعوم في دعم الجماعة وتهديد استقرار الكونغو.
كما أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها من تصعيد النزاع، حيث سبق أن تعاونت مع الولايات المتحدة في جهود تهدئة التوترات بين البلدين في يناير 2023، رغم تعثر تلك المحادثات.
مواءمة الجهود الإقليمية
على الصعيد الإقليمي، دعمت الدوحة قمة دار السلام في ٨ فبراير والتي ضمت كلا من المجموعة الاقتصادية لدول شرق إفريقيا ومجموعة تنمية الجنوب الإفريقي، ودعت لوقف القتال ودمج عمليتي لواندا ونيروبي.
كما أيدت جهود أنغولا، التي أعلنت عن مفاوضات مباشرة بين الكونغو و”إم ٢٣” في لواندا في نفس اليوم. فرنسا، حليفة الولايات المتحدة، لعبت دورًا داعمًا أيضًا عبر مجلس الأمن، حيث اعتمدت قرارًا في 21 فبراير 2025 يدين هجمات “إم 23” ويطالب رواندا بالانسحاب.
تحركات الدوحة في مجملها تعكس دور قطر المتعاظم كوسيط دبلوماسي دولي ، مستفيدة من خبرتها في نزاعات مثل غزة وأفغانستان، وإفريقيا في السودان وليبا ومدعومة بمباركة أمريكية وإقليمية.
