أثارة تصريحات ” غيدو أندرغاشو ” وزير الخارجية الإثيوبي السابق ، ومستشار الشؤن الأمنية في مكتب رئيس الوزراء حاليا زوبعة غير مسبوقة في المشهد السياسي الإثيوبي.
ففي خلال جلسة استثنائية للبرلمان للتصديق على اعلان حالة الطوارئ في إقليم أمهرا الذي أقره مجلس الوزاراء الأسبوع الماضي اتهم الوزير غيدو حكومة آبي أحمد بعدم الاستفادة من تجارب السنوات الماضية حيث لم تفلح حالات الطوارئ في جلب الاستقرار وحل الخلافات السياسية في البلاد.
والوزير المستشار هو من أحد أبرز القيادات الأمهراية المخضرمة داخل حزب الازدهار الحاكم، وأحد أركان التغيير الذي جاء بآبي أحمد إلى السلطة في ٢٠١٨، وشغل منصب وزير الخارجية بين ٢٠٢٠ و ٢٠٢١ في أوج أزمة سد النهضة، وهو صاحب مقولة ” السد سدنا والنيل نيلنا”.
ودعا الوزير المستشار إلى خروج الجيش من إقليم أمهرا، والتفاوض مع مليشيات الفانو التي تقاتل الحكومة، وحل حكومة حزب الازدهار في الإقليم وتأسيس حكومة انتقالية تمثل جميع القوى السياسية الأمهرية.
خطاب ثوري بامتياز
وكانت لغة الوزير شعبوية، و أقرب ما تكون إلى خطاب التيار القومي الأمهري المراهق سياسيا والمعتمد على سرديات تاريخية ودينية تدعو الى استعادة دور الأمهرا كقاعدة شعبية لعبت دورا حاسما في تكوين اثيوبيا والمحافظة عليها حسب رأيهم.
والقى الوزير كلمته وسط مقاطعات متعددة من برلمانيين آخرين بدعوى خروجه من موضوع الجلسة إلى ملفات أخرى.
ودفعت حدة تصريحات الوزير المستشار المحللين إلى تساؤلات حول مدى تمدد الفكر القومي المتطرف داخل الأعضاء الأمهرا في حزب الازدهار الحاكم، أم أن تصريحات أندارغاشو هي جزء من تبادل الأدوار بين نخب الأمهرا لاستقطاب الرأي العام الأمهري الذي يسيطر عليه تيار قومي يستنجد بالتاريخ والدين.
ومن المفارقات العجيبة فقد كان الوزير المستشار، وقبل عام تقريبا، أحد أكبر المتحمسين لحرب إقليم تيغراي، ومن الداعين إلى استئصال جبهة تيغراي من المشهد السياسي الإثيوبي. واليوم هو من أشد المعارضين للحل العسكري في إقليم أمهرا ومن الداعين للتفاوض مع مليشياته.
و تأتي هذه التصريحات في ظل تسريبات صحفية وتحليلات سياسية بقرب عودة البرلمانيين من إقليم تيغراي إلى مقاعدهم في البرلمان الفيدرالي مما يعني تتويجا لعملية السلام واستكمالا لملف إعادة دمج جبهة تيغراي، غريم الأمهرا سياسيا، في المشهد.
وتعتبر نخب الأمهرا عودة جبهة تيغراي إلى المشهد السياسي تهديدا مباشرا لدورهم، و بمثابة إعلان حرب على محور اريتريا – أمهرا الذي تكون في الاساس لاستئصال جبهة تيغراي أولا، وبعدها لكل حادث حديث.
ورغم اعلان الأمهرا رفضهم عودة الجبهة، فيبدو أن لاعب الوسط في المشهد الإثيوبي، ومن خلفه الداعم الدولي يقول للأطراف جميعا، هدؤا من روعكم فللبيت رب يحميه، وللسفينة قطبان يحددون مصيرها.